الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: عيون الأخبار ***
أتى قومٌ عباديًّا فقالوا: نحبّ أن تسلف فلانًا ألف درهم وتؤخره بها سنة. قال: هاتان حاجتان وسأقضي لكن إحداهما، وإذا أنا فعلت فقد أنصفت، أنا أؤخرّه ما شاء. كتاب عمر بن عبد العزيز إلى رجل له عليه دين كتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل له عليه دينُ: قد آن للحقّ الذي عندك أن يرجع إلى أهله، وتستغفر اللّه تعالى من حبسه. اجتمع عبد اللّه بن عمر وعروة بن الزبير ومصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان بفناء الكعبة، فقال لهم مصعب: تمنوا. فقالوا: ابدأ أنت. فقال: ولاية العراق وتزوج سكينة ابنة الحسين وعائشة بنت طلحة بن عبيد اللّه. فنال ذلك وأصدق كل واحدة خمسمائة ألف درهم وجهزّها بمثلهم. وتمنى عروة بن الزبير الفقه وأن يحمل عنه الحديث فنال ذلك. وتمنى عبد الملك الخلافة فنالها. وتمنى عبد اللّه بن عمر الجنة. وصف السرور قال قتيبة بن مسلم لحصين بن المنذر: ما السّرور؟ قال: امرأةٌ حسناء، ودارٌ قوراءا، وفرسٌ مرتبطٌ بالفناء. وقيل لضرار بن الحسين. ما السّرور؟ قال: لواءٌ منشور، وجلوسٌ على السرير، والسلام عليك أيها الأمير. أيضا لعبد الملك بن صالح وقيل لعبد الملك بن صالح: ما السرور؟ فقال: كلّ الكرامة نلتها *** إلّا التحية بالسلام يريد أنه لم يسلّم عليه بالخلافة. وأخذه من قول الأخر: من كل ما نال الفتى *** قد نلته إلا التحـيه يريدالملك. قيل لعبد الملك بن الأهتم: ما السّرور؟ فقال: رفع الأولياء، وحطٌ الأعداء، وطول البقاء، مع القدرة والنماء. وقال آخر: أطيب الطّيبات قتل الأعادي *** واختيالٌ على متون الجـياد وأيادٍ حبوتـهـنّ كـريمـًا *** إن عند الكريم تزكو الأيادي قيل للفضل بن سهل: ما السرور؟ فقال: توقيع جائز وأمرٌ نافذ. ليزيد بن أسد في أسرّ شيء للقلوب وقال يزيد بن أسد يومًا. أفي شيء أسر للقلوب؟ فقالوا: رجل هوي زمانا ثم قدر، فقال: إن هذا السّرور. وقال آخر: رجل طلب الولد زمانًا فلم يولد له ثم بشر بغلام، فقال يزيد: أسرّ من هذا كلّه قفلةٌ على غفلة. أماني لبعض الحكماء قيل لبعض الحكماء: تمنّ. فقال: محادثة الأخوان، وكفاف من عيش يسدّ خلّتي ويستر عورتي، والانتقال من ظلّ إلى ظل. قيل لآخر. ما بقي من ملاذك؟ قال: مناقلة الأخوان الحديث على التّلاع العفر في الليالي القمر. لامريء القيس في أطيب عيش الدنيا قيل لامرىء القيس. ما أطيب عيش الدنيا؟ فقال: بيضاء رعبوبة، بالطّيب مشوبة، الشحم مكروبة. مثله لطرفة بن العبد، والأعشى وقيل لطرفة مثل ذلك فقال: مطعنمُ شهيّ وملبسُ دفيّ، ومركبٌ وطيّ. وقيل للأعشى مثل ذلك، فقال: صهباء صافية، تمزجها ساقية، من صوب غادية. شعر لطرفة بن العبد وقال طرفة: ولولا ثلاث هنّ من عيشة الفتـى *** وجدّك لم أحفل متى قام عـودي فمنهن سبقي العاذلات بـشـربة *** كميتٍ متى ما تعل بالماء تزبـد وتقصير يوم الدّجن والدجن معجبٌ *** ببهكنةٍ تحت الطّراف المعـمّـد وكرّي إذا نادى المضاف محنبـًا *** كسيد الغضا نبهته الـمـتـورد مثله لأبي نواس في طيب العيش وقال أبو نواس: قلت بالقفص ليحيي *** ونـدامـاي نـيام يارضيعي ثـدي أمٍّ *** ليس لي عنه فطام إنما العيش سمـاعٌ *** ومـداتـم ونـدام فإذا فـاتـك هـذا *** فعلى العيش السلام ولسحيم وقال سحيم: تقول حدراء: ليس فيك سوى ال *** خمر معـابٌ يعـيبـه أحـد فقلت: أخطأت، بل معاقرتي ال *** خمر وبذلي فيهم الـذي أجـد هو السّناء الذي سمـعـت بـه *** لاسبـدٌ مـحـتـدي ولالـبـد ويحك لولا الخمورلم أحفـل ال *** عيش ولا أن يضمنـي لـحـد هي الحيا والحياة واللّـهـو لا *** أنـت ولاثـروة ولا ولـــد شعر لأبي الهندي في ترك الخمور وقال أبو الهندي: تركت الخمور لأربابـهـم *** وأصبحت أشرب ماء قراحا وقد كنت حينا بهم معـجـبـا *** كحبّ الغلام أالفتاة الرّداحـا وما كان تركي لهـم أنـنـي *** يخاف نديمي عليّ افتضاحـا ولكن قولـي لـه مـرحـبـًا *** وأهلًا مع السّهل وآنعم صباحا ولآخر في شرب الخمر وقال آخر: اسقني بالكبير إنـي كـبـير *** إنما يشرب الصغير الصغير لايغرنك يا غبيد خشـوعـي *** تحت هذا الخشوع فسق كثير شعر لابن عائشة كان ابن عائشة ينشد: لما رأيت الحظ حظ الجاهل *** ولم أر المغبون غير العاقل رحلت عنسا من كروم بابـل *** فبنت من عقلي على مراحل وقال آخر: شربنا من الداذي حتى كانـنـا *** ملوك لهم بر العراقين والبحر فلما آنجلت شمس النهار رأيتنا *** تولى آلغنى عنا وعاودنا الفقر ؟لبعضهم في العيش قال بعضهم: العيش كله في كثرة المال وصحة البدن وخمول الذكر. وكان يقال: ليس السرور للنفس بالجدة، إنما سروز النفس بالأمل. ليزيد بن معاوية في ما يخلق العقل قال يزيد بن معاوية: ثلاث تخلق العقل وفيهم دليل على الضعف: سرعة الجواب، وطول التمني، والأستغراب في الضحك. وكان يقال: المنى والخلم أخوان. وسئل ابن أبي بكرة: أي شيء أدوم إمتاعا؟ فقال: المنى. شعر في التمني وقال الشاعر: إذا تمنيت بت الليل مغتبـطـًا *** إن المنى رأس أموال المفاليس وقال آخر: ما فاتني منك فإن المنى *** تدنيه مني فكأنا معـا وقال آخر: وإن لوّا ليس شيئًا سوى *** تسلية اللّوماء بالباطل شعر لبعض الأعراب وقال بعض الأعراب: منى إن تكن حقا تكن أحسن المنى *** والأ فقد عشنا بهم زمنـا رغـدا أماني من سعدى عذابا كـانـمـا *** سقتكن بهم سعدى على ظمأ بردا لبشار والمجنون وقال بشار: كررنا أحاديث الزمان الذي مضى *** فلذ لنا محمودهـم وذمـيمـهـم وقال المجنون: أيا حرجات الحي حيث تحملـوا *** بذي سلـم لاجـادكـن ربـيع وخيماتكن اللم تي بمنعرج اللوى *** بلين بئى لم تبـلـهـن ربـوع فقدتكن من نفس شعاع فطالمـا *** نهيتكن عن هذا وأنت جـمـيع فقربت لي غير القريب وأشرفت *** إليك ثغايخا ما لهـن طـلـوع شعر لابن أبي الدمنية وقل ابن أبي الدمينة: يا اليتنا فردا وحش نـدور مـعـا *** نرعى المتان ونخفى في نواحيها أو ليت كدر القطا حلقن بي وبهـا *** ذون السماء فعشنا في خوافيهـا أكثرت من ليتنا لو كان ينفعـنـي *** ومن منى النفس لو تعطى أمانيهم لكثير عزة وقال كثير: فياليتنـا يا عـز مـن غـير ريبة *** بعيران نرعـى فـي الـفـلـم ة ونعزب نكون لذي مال كثير يضيغنا *** فلاهو يرعانا ولانحن نـطـلـب مثله لجران العؤد ومالك بن أسماء وقال جران العود: الأ ليتنا طارت عغلام س! لنا معا *** لهم سبب عند المجرة أو وكـر وقال مالك بن أسماء: ولما نزلنا منزلاطله الندى *** أنيقا وبستانا من النور حاليا أجذ لنا طيب المكان وحسنه *** منى فتمنينا فكنت الأمانـيا وأنشدنا الرياشيّ: نهم ري نهم ر الناس حتى إذا دجا *** لي الليل متتني هناك المضاجـع أقضي نهم ري بالحديث وبالمنى *** ويجمعي والهتأباللـيل جـامـع وأنشد أبو زيد: كأني إذ أسعى لم ظفر طـائر *** مع النجم في جو السماء يطير فتى متلهى بالمنى في خـلائه *** وهن وإن حسنتهـن غـرور لشيخ من بني القحيف أبو حاثم عن الأصمعيّ قال: زعأشيخ من بني القحيف قال: تمنيت دارا فمكثت أربعة أشهر مغتما للذرجة أين أضهم. بين الوليد بن عبد الملك وبديح المغني قال الوليد بن عبد الملك لبأيغ ألمغني: خذ بنا في التمن فواللّه لم غلبنك. قال: واللّه لاتغلبني أبدا. قال: بلى. قال بديح. فإني أتمنى كفلين من العذاب، وأن يلعنني اللّه لعنا كثيرا فخذ ضعفي ذلك. قال: غلبتني لعنك اللّه. لمزبد في التمني قيل لمزبد: أيسرك أن هذه الجنة لك؟ قال: وأضرب عشرين سوطا. قالوا: وبأتقول هذا؟ قال: لم نه لايكون شيء الأ بشيء. لرجل كان يطلبه الحجاج الأصمعيّ عن مبشر بن بشير أن رجلًا كان يطلبه الحجاج فمر بساباط فيه كلب بين خئيني يقطر عليه ماؤهم. فقال: يا ليتني مثل هذا الكلب. فما لبث ساعة أن مر بالكلب في عنقه حبل، فسأل عنه، فقالوا: جاء كتاب الحجاج يأمر فيه بقتل الكلم. بين مديني وكوفي في مبلغ حب كل منهما للنبي ج!ز قال مديني لكوفي: ما بلغ من حبك لرسول اللّه سعس!ظ؟ فقال: وددت أني وقيته ولم يكن وصل إليه يوم أحد ولاغيره شيء من المكروه الأ كان بي دونه. قال المديني: وددت أن أبا طالب كان أسلم فسر به رسول اللّه جم!نه وأني كافر. ابن أبي عتيق وجارته تمنى ابن أبي عتيق أن يهدى له مسلوخ يتخذ منه طعامأ، فسمعته جارة له فظنت أنه قد أمر أن يشترى له، فانتظرت إلى وقت الطعاأثم جاءت تدق الباب، وقالت: شممت ريح قدورى فجئت لتطعموني. فقال ابن أبي عتيق: جيراني يشمون ريح الأماني. من كتاب الهند الناسك وجزة العسل وفي كتاب للهند أن ناسكا كان له عسل وسمن في جرة، ففئهريوما فقال: أبيع الجرة بعشرة دراهم، وأشتري خمسة أعنبر فأويدهن في كل سنتن مرتين، ويبلغ النتاخأفي سنين مائتين، وأبتاع بكل أربع في، وأصيب بذرا فأزرع، وينمي المال في يدي، فآثخذ المساكن والعبيد والأماء والأهل ويولد لي ابن فاسميه كذا وآخذه بالأدب، فإن هو عصاني ضربت بعصاي رأسه، وكانت في يده عصا فرفعهم حاكيا للفرب، فاصاب الجرة فانكسرت، وانصب العسل والسمن على رأسه. شعر كان ابن عمر بن الخطاب يتمثل به في حال سروره ابن الكلبي قال: كان رجل من ولد عمر بن الخطاب مسرورا قال: ليت أيامنا ببرقة خاخ *** لياليك يا طويل تعود له إذا كان مغتما لي إذا كان مغتما قال.: تر الشيء مما تتقي فتخافه *** ا لاترى مما يقي اللّه أكثر زياد بن أبيه في أنعم لناس الأصمعيّ عن أبيه قال: قال زياد: أي الناس أنعم؟ قالوا: معاوية. قال: فأييئ ما يلقى من لناس ! قالوا: فأنت. قال: فاين ما ألقى من الثغور والخراج ! قالوا. فمن؟ قال: شاب له سداد من عيش، وامرأة قد رضيهم ورضيته، لايعرفنا ولانعرفه، فإن عرفنا وعرفناه أفسدنا عليه دينه ودنياه. تواضع عمر بن عبد العزيز قال: حدّثني محمد بن خالد بن خداش قال: حدّثنا مسلابن قتيبة عن شيخ من أهل المدينة قال: أقال أ"رجاء بن حيوة: قاأعمر بن عبد العزيز ذات ليلة فاصلح من السراج فقلت: يا أمير المؤمنين لم لاأمرتني بذلك، أو دعوت له من يصلحه؟ فقال: قمت وأنا عمر وعدت وأنا عمر. من تواضع محمد بن كعب قال: حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: كتب محمد بن كعب فانتسب وقال: القرظي، فقيل له: أو الأنصاريّ. فقال: أكره أن أمن على اللّه بما لم أفعل. عمر بن الخطاب في سفره وشعر له قال: حدّثني أحمد بن الخليل قال: حدّثنا عبد اللّه بن مسلمة عن يعقوب بن حقاب المدنن عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه قال: كان عمر بن الخطاب إذا سافر لايقوم في الظل، وكان يراحلنا رحالنا ويرخل رحله وحده. وقال ذات يوم: لا يأخذ الليل عليك بالـهـم *** وألبس له الهقميص واعتتأ وكن شريك نافع وأسـلـم *** ثم آخدأالأقواأحتى تخـدم للنبي) وروى وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازأقال: جاء رجل إلى النبي) ه، فأصابته رعدة، فقال النبي): "هؤن عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريثر كانت تاكل ا لقديد". للأحنف قال: حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: جلس الأحنف على باب دار، فمرت به ساقية فوضعت قربتهم وقالت. يا شيخ، احفظ قربتي حتى أعود. ومضت، فاتاه الأذن وقال: انهض. فقال: إن معي وديعة. وأقاأحتى جاءت. حدّثني أبوحاتم عن الأصمعيّ عن جرير بن حازأعن الزبير بن الحارث عن أبي لبيد، قال: مر بنا زياد وهو أمير البصرة ومعه رجل أو رجلًا ن وهو على بغلة قد طوق الحبل في عنقهم تحت ا للجاأ. ليحيى بن خالد في الشريف والوضيع الأصمعيّ قال: قال يحمى بن خالد: الشريف إذا نقر تواضع، والوضيع اذا نقر تكنتر. الأصمعيّ قال: لاأراه أخذه الأ من كيس غيره.ا لعروة بن الزبير حدّثنا حسين بن حسن المروزقي قال: حدّثنا عبد اللّه بن المبارك عن يحعى بن أيوب عن عمارة بن غزتة عن عبد اللّه بن عروة بن الزبير قال: إلى اللّه أشكو حمدي ما لاآتي، وذتن ما لاأترك. لأنس، وغيره، في تواضع النبي صلى الله عليه وسلم قال: حدّثني أحمد بن الخليل عن أبي نعيأعن مندل حميد عن أنس قال: مرالنبي صلى الله عليه وسلمتن وأنا في غالماني فسلم عليّنا. وحدّثني أحمد بن الخليل عن عمر بن عامر عن شعبة عن جابر عن طارق التيم! عن جرير ابن عبد اللّه البجلي قال: مر رسول اللّه جج! بنسوة فستأعليهم. تواضع عطاء السلمي قال: حدّثنا أبوحاتم عن الأصمعي قال: أخبرني معمر قال: قلت لجار لعطاء السلمي: من كان يخدأعطاء؟ قال: مخنثون كانوا في الدار يستقون له وضؤه. فقلت: أيوضئه خنثون ! فقال: هو كان يظنهم خيرأ منه. محمد بن راسع لم بنه وقد آذى رجلًا الأصمعيّ عن رجل عن البتي قال: آذى ابن لمحمد بن واسع رجلًا، فقال له محمد: أتؤذيه وأنا أبوك وإنما اشتريت أمك بمائة درهم. عامر بن الظرب يخاطب قومه قال عامر بن الظرب العدواني: يا معشر عذوان، إن الخير ألوف عروف عزوف، وإنه لن يفارق صاحبه حتى يفارقه، وإني لم أكن حكيما حتى صحبت الحكماء، ولم أكن سيدكأحتى تعتدت لكأ. عروة بن الزبير يصف التواضع قال عروة بن الزبير: التواضع أحد مصايد الشرف. كان يقا اء: اسمان متضاذان بمعنى واحد: التواضع والمثمرف. ولبزرجمهر وقال بزرجمهر: ثمرة القناعة الراحة، وثمرة التواضع المحبة. وقال الوليد: خدمة الرجل أخاه شرف. شعر في التواضع للمسيح عليه السلام قال المسيح عليه السلام لأصحابه: إذا اتخذكأالناس رؤوسا فكونوا أذنابا. هشام بن عبد الملك والأبرش اعتم هشام بن عبد الملك فقاأالأبرش ليسؤي عمامته، فقال هشاأ: مه إنا لانتخذ الأخوان خولا. لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه كان عمر بن الخطاب يلقط النوى وياخذ النكث من الطريق، فاذا مر بدار رمى بهم فيهم انتفعوا بهذا. ليوسف بن أسباط في الورع والتواضع قال يوسف بن أسباط: يجزي قليل الورع من كثير العلم، ويجزي قليل التواضع من كثير الاجتهاد. ولبكر بن عبد اللّه وقال بكر بن عبد اللّه: إذا رأيت أكبر منك فقل: سبقني بالأسلم أوالعمل لصالح فهو خير مني، وإذا رأيت أصغر منك فقل: سبقته بالذنوب والمعاصي فهو خير مني، لم ذا رأيت اخوانك يكرمونك فقل: نعمة أحدّثوهم، وإذا رأيت منهم تقصيرا فقل. بذنب أحدّثته. لعبد الملك بن مروان في أفضل الرجال قال عبد الملك بن مروان. أفضل الرجال من تواضع عن رفعة، وزهد عن قدرفي، وأنصف عن قوة. قول ابن السماك لعيسى بن موسى قال ابن السماك لعيسى بن موسى: تواضعك في شرفك خير لك من شرفك. لعبد الملك بن مروان، والنخعي وقال عبد الملك بن مروان: ثلاثة من أحسن شيء: جود لغير ثواب، ونصعت لغير دنيا، وتواضع لغير ذل. وقال إبراهيم النخعي: كان رسول اللّه غي!ز يجيب دعوة العبد ويركب الحمار ردفا. لأنس، وغيره، عن تواضع النبي صلى الله عليه وسلم الأعمش عن أنس: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والأهم لة السنخة فيجيب. قال غيره. وكان لايأكل متكنئا ويأكل بالحضيض، وهو الأرض، ويقول. إنما أنا عبذ آكل كما يأكل العبذ. أوس بن الحدّثم ن عن أبي هبيرة قال أوس بن الحدّثان: رأيت أبا هبيرة وهو أمير المدينة راكبا على حمار عري يقول. الطريق الطريق، قد جاء الأمير. تواضع الأعمش قال حفص بن غياث: رأيت الأعمش خارجا إلى العيد على حمار مقطوع الذنب قد سدل رجليه من جانب. لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه المدائني قال: بينا عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه على المنبر إذ أحق من نفسه بريح خرجت منه، فقال: أيهم الناس إني قد مئلت بين أن أخافكأفي اللّه وبينن أن أخاف اللّه فيكأ، فكان أن أخاف اللّه فيكأأحب إلف، الأ لم ني قد فسوت، وهم نذا انزل لم عيد الوضوء. الاستحياء من الحلال كان يقال: من لم يستحي من الحلم ل تلظ كبرياؤه وخفت موازينه. قال معاوية: ما منا أحد الأ فتش ر( عن جائفة أو منقلة خلاعمر بن الخطاب. المنقلة الشجة التي لخرج منهم العظاأ، والجائفة التي تبلغ جوف الدماغ. يحيى بن آدأعن محمد بن طلحة عن أبي حمزة قال: رقال أ2اإبراهيأ: لقد تكنلمت ولو وجدت بدا ما تكنلمت، وإن زمانا تكنلمت فيه لزمان سؤ. شعر للخثعمي كان رجل من خثعم ردي فقال في نفسه: لو كنت أصعد في التكّرم والعلا *** كتحّري أصبحت سيّد خثـعـم فباد أهل بيته حتى ساد فقال: خلت الدّيار فسدت غير مسوّد *** ومن الشقاء تفرّدي بالسّودد أنشدني أبو حاتم عن الأصمعّ في مثله: إن بقوم سوّدوك لحـاجةً *** إلى سيّدٍ لو يظفرون بسيد ليحيى بن خالد فيمن ولي إمارة، ومثله لابن بسّام قال يحى بن خالد: لست ترى أحدأ تكبّر في إمارته إلاّ وهو يعلم أن الذي نال فوق قدره، ولست ترى أحدًا يضع نفسه في إمارة إلاّ وهو في نفسه أكثر مما نال في سلطانه. ومثله، قيل لعبيد اللّه بن بسام: فلان غيّرته الأمارة، فقال: إذا ولي الرجل ولايةً فرآها أكثر منه تغير، وإذا ولي ولايةً يرى أنه أكثر منهم لم يتغير. التواضع مع السخافة والبخل ويقال: التواضع مع السخافة والبخل أحمد من السخاء والأدب مع الكبر، فأعظم بنعمةٍ عفت من صاحبهم بسيّئتين، وأقبح بسيئةٍ حرمت صاحبهم حسنتين. من كتاب للعجم في علامات الأحرار وفى بعض كتب العجم: علامة الأحرار، أن يلقوا بما يحبون ويحرموا أحبّ إليهم من أن يلقوا بما يكرهون ويعطوا؟ فانظر إلى خلّة أفسدت مثل الجود فاجتنبهم، وآنظر إلى ختة عفت مثل البخل فالزمهم. الشرف والعز والغنى كان يقال: الشرف في التواضع، والعزّ في التّقوى، والغنى في القناعة. بين عمرو بن العاص وسلمان أبو الحسن قال: خطب سلمان إلى عمر فاجمع على تزويجه، فشقّ ذلك على عبد اللّه بن عمر وشكاه إلى عمرو بن العاص فقال: أنا أردّه عنك. فقال: إن رددته بما يكره أغضبت أمير المؤمنين. قال: عليّ أن أردّه عنك راضيًا. فأتى سلمان فضرب بين كتفيه بيده، ثم قال: هنيئًا لك أبا عبد اللّه، هذا أمير المؤمنين يتواضع بتزويجك. فالتفت إليه مغضبًا وقال: أبي يتواضع! واللّه لاأتزوّجها أبدًا. شعر للمرار بن منقذ وقال المرار بن منقذ العدوق: يا حبّذا حين تمسي الريح باردةً *** وادي أشيٍّ، وفتيان به هضم يخدّمون كرامٌ في مجالسهـم، *** وفي الرحال إذا لاقيتهم خدم وما أصاحب قومًا ثم أذكرهم *** إلاّ يزيدهم حبـًا إلـيّ هـم بين عبد اللّه بن عباس وزيد بن ثابت ابن المبارك عن ذرّ عن الشعبيّ قال: ركب زيد بن ثابت، فدنا عبد اللّه بن عباس لياخذ بركابه، فقل: لاتفعل يا بن عمّ رسول اللّه، فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا. فقال زيد: أرني يدك. فأخرج يده فقبّلها زيد، ثم قال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا عليه السلام
لعبد اللّه بن مسعود في رأس التواضع قال عبد اللّه بن مسعود: رأس التواضع أن تبدأ من لقيت بالسلام، وأن ترضى بالدّون من المجلس. تواضع عمر وعثمان رضي اللّه عنهما للعباس بن عبد الطلب ابن أبي الزّناد عن أبيه أن العباس بن عبد المطلب لم يمرّ قط بعمر ولابعثمان وهما راكبان الأ ترجلًا حتى يجوزهما إجلالًا له أن يمرّ وهما راكبان وهو يمشي. كان سلمان يتعوّذ باللّه من الشيطان والسلطان والعلج إذا استعرب. المدائني قال: سلّم رجل على حسان بن أبي سنان فدعا له، فقيل: أتدعو لمثل هذا! فقال: إن مما يفضلني به أن يرى أنّي خير منه. لعبد اللّه بن شداد في أربع خصال تنفي الكبر قال عبد اللّه بن شداد: أربعٌ من كنّ فيه فقد برىء من الكبر: من اعتقل العنز، وركب الحمار، ولبس الصوف، وأجاب دعوة الرجل الدّون. الحجاج ومقاتل وابن ظبيان ومعبد وأبو السماك حدّثني إبراهيم بن مسلم قال: حدّثنا أبو السكين قال: حدّثني عمّ أبي زحر بن حصن قال: قال رجل للحجاج. أصلح اللّه الأمير، كيف وجدت منزلك بالعراق؟ قال: خير منزل لو كان اللّه بلغني أربعة فتقربت بدمائهم إليه. قال: ومن هم؟ قال: مقاتل بن مسمع، ولي سجستان فأتاه الناس فأعطاهم الأموال، فلمّا عزل دخل مسجد البصرة فبسط الناس له أرديتهم فمشى عليهم، وقال لرجل يماشيه: "لمثل هذا فليعمل العاملون". وعبيد اللّه بن زياد بن ظبيان التميمى، حزب أهل البصرة أمر فخطب خطبةً أوجز فيهم، فنادى الناسق من أعراض المسجد: أكثر اللّه فينا أمثالك. فقال: لقد كلفتم اللّه شططا. ومعبد بن زرارة، كان ذات يوم جالسًا في طريق، فمرّت به امرأة فقالت: يا عبد اللّه كيف الطريق إلى موضع كذا، فقال: لهدّ عبد اللّه! أنا لهد؟ أراد كفى بك أنا، يريد الفخر. وأبو سماك الأسديّ، أضلّ راحلته فألتمسهما الناس فلم يجدوهم، فقال: واللّه لئن لم يردد عليّ راحلتي لا صلّيت له أبدًا. فآلتمسهم الناس حتى وجدوهم، فقالوا: قد رد اللّه عليك راحلتك فصل. فقال: إن يميني كانت صريا. لبعض المتكّبرين قال أبو حاتم عن الأصمعيّ عن كردين المسمعيّ: قيل لرجل متكبّر: هل مرّت بك أحمرة؟ فقال للسائل: تلك دوابّ لايراهم عمّك. قال: وقال كرذين: رآني ابن ميادة الشاعر فأعجبته لما رأى من جلدي وبياني، فقال: ممن أنت؟ قلت: من بكر بن وائل. فقال: وفي أي الأرض يكون بكر بن وائل. قال أبو اليقظان. جلس رافع بن جبير بن مطعأفي حلقة العلاء بن عبد الرحمن الخرقيّ وهويقريء الناس. فلما فرغ قال: أتدرون لم جلست إليكم؟ قالوا: لتسمع. قال: لا، ولكن أردت التواضع للّه بالجلوس إليكم. قال: ومرّ محمد بن المنذر بن الزبير بن العواأفي حاجة له، فانقطع قبال نعله، فنزع الأخرى بقدمه ومضى وتركهما ولم يعرّج عليهما. قال بعض الشعراء: وأعرض عن ذي المال حتى يقال لي *** قد آحدّث هذا نـخـوةً ولـخـمـا وما بي كـبـرعـن صـديقٍ ولاأخٍ *** ولكنه فعليّ إذا كنـت مـعـدمـا لبعضهم في صفة الكبر قيل لبعضهم: ما الكبر. قال: حمقٌ لم يدر صاحبه أين يضعه. بين معاوية بن أبي سفيان وعلقمة بن وائل الحضرمي قال معاوية بن أبي سفيان: قدم علقمة بن وائل الحضرمي على رسول اللّه ))فأمرني رسول اللّه أن أنطلق به إلى منزل رجل من الأنصار أنزله عليه، وكان منزله في أقصى المدينة، فآنطلقت معه وهو على ناقة له وأنا أمشي في ساعة حارة وليس عليّ حذاء، فقلت: احملني يا عأمن هذا الحر فإنه ليس عليّ حذاء. فقال: لست من أرداف الملوك. قلت: إني ابن أبي ئمفيان. قال: قد سمعت رسول اللّه عليه السلم أيذكر ذلك. قال: قلت: فألق إلي نبلك. قال:؟ تقبلهم قدماك ولكن امش في ظل ناقتي فكفاك بذلك شرفا، وإن الظل لك لكثير. قال معاوية: لما مرّ بي مثل ذلك اليوم قط، ثم أدرك سلطاني فلم أؤاخذه بل أجلسته.معي على سريري هذا. شعر لابن يسار في الزهو والكبر قال ابن يسار: ولو لحظ الأرض لي والـدٌ *** تطأطأت الأرض من لحظته مثله لآخر وقال آخر: أتيه على جنّ الـبـلاد وإنـسـهـا *** ولولم أجد خلقا لتهت على نفـسـي أتيه فما أدري من التـيه مـن أنـا *** سوى ما يقول الناس فيّ وفي جنسي فإن زعموا أني من الأنس مثلـهـم *** فما لي عيبٌ غيرأني مـن الأنـس للرستمي وقد حضرت الصلاة وكان عند الرستمي قوم من التّجار فحضرت الصلاة فنهض ليصلي فنهضوا فقال: ما لكم ولهذا وما أنتم منه! الصلاة ركوع وسجود وخضوع، وإنما فرض الله هذا يريد به المتكبّرين والمتجبّرين والملوك والأعاظم مثلي ومثل فرعون ذي الأوتاد ونمروذ وأنوشروان. وكان يقال: من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه. قال الحسن. ليس بين العبد وبين ألاّ يكون فيه خير الأ أن يرى أن فيه خيرًا. رأى رجل رجلًا يختال في مشيته ويتلفت في أعطافه، فقال: جعلني الل مثلك في نفسك ولا جعلني مثلك في نفسي. لعبد اللّه بن المبارك قيل لعبد اللّه بن المبارك: رجلٌ قتل رجلًا فقلت إني خيرٌ منه، فقال: ذنبك أشدّ من ذنبه. للأحنف في التعجب من المتكبّر قال الأحنف: عجبت لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبّر. لمطرّف في ذم التكبّر ابن غليّة عن صالح بن رستم عن رجل عن مطرّف، قال: لأن أبيت نائمأ وأصبح نادمًا أحبّ إليّ من أن أبيت قائمًا وأصبح منجبًا. و قال هشام بن حسان. سيئة تسؤك خير من حسنة تعجبك. قال أبوحازم: إن الرجل ليعمل السيئة ما عمل حسنة قظ أنفع له منهم وإنه ليعمل الحسنة ما عمل سيئة قط أضرعليه منهم. شعر في متكبّر قال الشاعر: أما ابن فروة يونـس فـكـأنـه *** من كبره أير الحمـار الـقـائم ما آلناس عندك غير نفسك وحدها *** والناس عندك ما خلاك بـهـائم شعر للمسعودي قال المسعودي: مسّا تراب الأرض منهم خلقتمـا *** وفيها المعاد والمصير إلى الحشر ولا تعجبا أن ترجعا فتـسـلّـمـا *** فما خشي الأقوام شرًّا من الكبر ولوشئت أدلى فيكما غـير واحـد *** علانيةً أو قال عندي في سـتـر فإن أنا لم آمرولم أنه عنـكـمـا *** ضحكت له حتى يلحٌ ويستشـري الأصمعيّ قال: قال رجل: ما رأيت ذا كبر قط الأ تحؤل داوّه في. يريد أني أتكبّر عليه. وقال آخر: ما تاه أحد قط عليّ مرتين. يريد إذا تاه مرة لم أعاوده. أيضًا شعر في متكبّر قال الشاعر: يا مظهر الكبر إعجابًا بصـورتـه *** انظر خلاءك إن النّتن تـثـريب لوفكرالناس فيما في بطـونـهـم *** ما آستشعر الكبرشبّانٌ ولم شـيب هل فى ابن آدم غير الرأس مكرمة *** وهو بخمسٍ من الأقذار مضروب أنفٌ يسيل وأذنٌ ريحهـا سـهـكٌ *** والعين مرمصةٌ والثغر ملعـوب يا بن التراب وماكول التراب غـدأ *** أقصر فإنك مأكول ومـشـروب لأردشير في ضبط النفس، ومثله للسندي دفع أردشير الملك إلى رجل كان يقوم على رأسه كتابًا، وقال له: إذا رأيتني قد اشتدّ غضبي فادفعه إليّ، وفي الكتاب: أمسك فلست بإله إنما أنت جسد يوشك أين يأكل بعضه بعضا ويصير عن قريب للدود والتراب. كان للسنديّ والي الجسر غلامٌ صغير قد أمره بأن يقوم إليه إذا ضرب الناس بالسياط فيقول له: ويلك يا سنديّ، اذكر القصاص. كتاب إبراهيم بن العباس إلى محمد بن عبد الملك شعرًا كتب إبراهيم بن العباس إلى محمد بن عبد الملك: أباجعفرعرّج على خـلـطـائكـا *** وأقصرقليلًا عن مدى غلـوائكـا فإن كنت قد أعطيت في اليوم رفعةً *** فإن رجائي في غد كـرجـائكـا قال لي بعض أصحابنا وأحسبه محمد بن عمر: سمعت رجلًا ينشد: ألا رب ذي أجل قد حضر *** طويل التمني قليل الفكر إذاهزفي المشي أعطافـه *** تبينت في منكبيه البطـر عاقبة الكبر المدائني قال: رأيت فلانًا مولى باهلة يطوف بين الصفا والمروة على بغلة ثم رأيته بعد ذلك راجلًافي سفر، فقلت له: أراجلٌ في هذا الموضع؟ قال: نعم، إني ركبت حيث يمشي الناس فكان حقا على اللّه أن يرجلني حيث يركب الناس. لأبي نواس يهجو جعفر البرمكي وقال أبو نواس في جعفر بن يحيى البرمكي: وأعظم زهوًا من ذباب على خرء *** وأبخل من كلب عقورعلى عرق ولوجاءغيرالبخل من عندجعفـر *** لماوضعوه النّاس إلا على حمق وقال آخر: ألجّ لجاجًا من الخـنـفـسـاء *** وأزهى إذا ما مشى من غراب من كبر رجل من بني عبد الدار قيل لرجل من بني عبد الدار: الأ تأتي الخليفة؟ قال: أخشى ألاّ يحمل الجسر شرفي. وقيل له: البس شيئا فإن البرد شديد. فقال: حسبي يدفئني. شعر في جيش بيبي قال أبو اليقظان: كان الحجاج آستعمل بلالاالضبي على جيش وأغزاه قلاع فارس، وكان يقال لذلك الجيش: بيبي، سمّي بذلك لأنه فرض فرضا من أهل البصرة فكان أهلوهم وأمهم تهم يأتونهم يقولون. بيبي. وفي جيشه قال الشاعر؟ إلى اللّه أشكوأنني بت حـارسـًا *** فقام بلاليٌّ فبال على رجـلـي فقلت لأصحابي آقـطـعـوهـا *** فإنني كريمٌ وإني لن أبلغها رحلي فخر أعرابي نجفسه مد أعرابي يده في الموقف وقال: اللهم إن كنت ترى يدا أكرم منهم فاقطعهم. للحجاج بن أرطأة في الفخر والزهو قال نوح: سمعت الحجاج بن أرطاة يقول: قتلني حب الشرف. وقيل له: ما لك لاتحضر الجماعة؟ قال: أكره أن يزحمني البقالون. أيضأ لجذيمة الأبرش كان جذيمة الأبرش - وهو الوضّاح سمّي بذلك لبرص كان به - لاينادم أحدأ ذهابا بنفسه، وقال: أنا أعظم من أن أنادم إلا الفرقدين، فكان يشرب كأسًا ويصبّ لكلّ واحد منهما في الأرض كأسًا، فلما أتاه مالك وعقيل بابن أخته الذي استهوته الشياطين قال لهما: احتكنما. فقالأ له. منادمتكن. فنادماه أربعين سنة يحادثم نه فيهم ما أعادا عليه حديثًا. شعر لمتمم بن نويرة، خ للهذلي، في مالك وعقيل نديما جذيمة وفيهما يقول متفابن نويرة: وكناكندماني جـذيمة حـقـبةً *** من الدهر حتى قيل لن نتصدّعا وقال الهذليّ: الم تعلمي أن قد تفرق قبلنا *** خليلا صفاءٍ مالك وعقيل لإياس بن معاوية في عجبه بنفسه قيل لإياس بن معاوية: ما فيك عيب إلا أنك معجب. قال: أفأعجبكم؟ قالوا: نعم. قال: فأنا أحق أن أعجب بما يكون مني. ويقال: للعادة سلطانٌ على كل شيء، وما آستنبط الصواب بمثل المشاورة، ولاحصنت النعم بمثل المواساة، ولااكتسبت البغضة بمثل الكبر. قال اللّه عز وجل حكاية عن يوسف: {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم}. وقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر). وقال للأنصار: "واللّه ما علمتكنم إلاّ تقلّون عند الطمع وتكنثرون عند الفزع". لأعرابي يمدح نفسه وقومه وذكر أعرابي قومًا فقال: واللّه ما نالوا بأطراف أناملهم شيئًا الأ وقد وطئناه بأخامص أقدامنا، وإن أقصى مناهم لأدنى فعالنا. أبي سلمة يمدح نفسه ابن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: كنت أمشي مع الشعبي وأبي سلمة، فسال الشعبي أبا سلمة: من أعلم أهل المدينة؟ فقال: الذي يمشي بيتكنما، يعني نفسه. أيضًا للشعبي في ذلك المعنى وقال الشعبي: ما رأيت مثلي، وما أشاء أن ألقى رجلًا أعلم مني بشيء الأ لقيته. بين معاوية ورجل قال معاوية لرجل: من سيد قومك؟ قال: أنا. قال: لوكنت كذلك لم تقل. للحسن في ذم الرجل نفسه علانية الوليد بن مسلم عن خليد عن الحسن قال: ذم الرجل نغسه في العلانية مدح لها في السر. كان يقال: من أظهر عيب نفسه فقد زكّاها. الأعمش عن إبراهيم عن عبد اللّه قال: إذا أثنيت على الرجل بما فيه في وجهه لم تزكه. لعمر بن الخطاب وعليّ بن الحسن في المدح قال عمر بن الخطاب: المدح ذبح. ويقال: المدح وافد الكبر. وقال عليّ بن الحسين: لايقول رجل في رجل من الخير ما لايعلم الأ أوشك أن يقول فيه من الشر ما لايعلم، ولايصطحب آثنان على غير طاعة اللّه الأ أوشكا أن يفترقا على غير طاعة اللّه. لوهب بن منبه في الرجل يمدحك بما ليس فيك قال وهب بن منبه: إذا سمعت الرجل يقول فيك من الخير ما ليس فيك فلاتأمن أن يقول فيك من الشرما ليس فيك. ويقال في بعض كتب اللّه عزوجل: عجبا لمن قيل فيه الخيروليس فيه كيف يفرح ! ولمن قيل فيه الشر وليس فيه كيف يغضب ! وأعجب من ذلك من أحمت نفسه على اليقين وأبغض الناس على الظنون ! وكان يقال: لاينلبن جهل غيرك بك علمك بنفسك. لأعرابي يصف مادحًا مرائيًا وقال أعرابي: كفى جهلاأن يمدح المادح بخلاف ما يعرف الممدوح من نفسه، وإني واللّه ما رأيت أعشق للمعروف منه. وصية لابن المقفع قال ابن المقفع: إيّاك إذا كنت واليًا أن يكون من شأنك حبّ المدح والتزكية وأن يعرفشعر للأعشى، وغيره، في مدح الرجل نفسه ومن أحسن ما قيل في مدح الرجل نفسه قول أعشى بني ربيعة: ما أنافي أهلي ولافي عشـيرتـي *** بمتـهـضـم حـقـي ولاقـارع ولا مسلم فؤادًا بين جنبـي عـالـمٌ *** بما أبصرت عيني وما سمعت أذني وفضلني في الشعرواللّـب أنّـنـي *** أقول على علم وأعلم ما أعـنـي فأصبحت إن فضّلت مروان وابنـه *** على الناس قد فضلت خيرأب وابن وقال آخر: إذا المرء لم يمدحه حسن فعاله *** فمادحه يهذي وإن كان مفصحا وقال آخر: لعمرأبيك الخيرإنـي لـخـادم *** لصحبي وإني إن ركبت لفارس وقال آخر: ونحن ضياء الأرض ما لمنسربهـا *** غضابًا، وإن نغضب فنحن ظلامها للحسن البصري في مدح رجل وهجاء قبيلته وأنشد الحسن البصري قول الشاعر: لولاجريرهلكت بجيلـه *** نعم الفتى وبئست القبيله قال الحسن: ما مدح رجلٌ هجي قومه. ولأبي الهندام يمدح نفسه تخرّالأرض إن نوديت باسمي *** وتنهد الجبـال إذا كـنـيت ومدّح النفس في الشعر كثير، وهو فيه أسهل منه في الكلام المنثور. للنبي ) في معنى هذا العنوان حدّثنا أبو مسعود الدارمي، قال: حدّثني جدي خراش عن أنس أن رسول اللّه )قال: "الحياء شعبة من الإيمان". وروى ابن نمير عن الأحوص بن حكيم، قال: حدّثني أبو عون المدني قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "قنة الحياء كفرا. لابن عمر في الحياء والإيمان وروى جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن رجل عن ابن عمر، قال: الحياء والإيمان مقرونان جميعأ فإذا رفع أحدهما آرتفع الأخر. وكان يقال: أحيوا الحياء بمجالسة من يستحيا منه. لبعض الأعراب في وصف حيي ذكر أعرابيٌّ رجلا فقال: لا تراه الدهر إلا وكانه لا غنى به عنك لان كنت إليه أحوج، فإن أذنبت غفر وكانه المذنب، لان أسات إليه أحسن وكانه المسيء. شعر لليلى الأخيلية في مثله وقالت ليلى الأخيلية: ومقدرعنه القميص تـخـالـه *** وسط البيوت من الحياءسقيمـا حتى إذا رفع الـلـواء رأيتـه *** تحت اللواءعلى الخميس زعيما ونحوه قول الاخر إلا أنه في التواضع: يبدو فيبدوضعيفامن تواضعه *** ويكفهرّفيلفى الأسود اللّحما شعر لأبي دهبل الجمحي وقال أبو دهبل الحجمحي: إن البيوت معادنٌ فنجاره *** ذهبٌ وكل جدوده ضخم متهلل بنعم للاء مجانـب *** سيان منه الوفر والعـدم نزرالكلام من الحياءتخاله *** ضمنا وليس بجسمه سقم عقم النساءفل ايلدن شبيهه *** إن النسطء بمثله عقـم لابن مسعود عن أخر ما حفظ من كلام النبوة حدّثنا أبو الخطاب قال: حدّثنا المعتمر، قال. سمعت ليث بن أبي سليم يحدّث عن واصل بن حتان عن أبي وائل عن ابن مسعود، قال: كان آخر ما حفظ من كلام النبوة"إذا لم تستح فاصنع ماشئت. لبعض الشعراء قال الشاعر: تخالهم للحلم صما عن الـخـنـا *** وخرسًا عن الفحشاء عند التهاجر ومرضى إذا لوقوا حياء وعـفة *** وعند الحفاظ كالليوث الخـوادر وقال آخر: عليه من التقوى رداء سكينةٍ *** وللحق نور بين عينيه ساطع للشعبي فيما يتعايش به الناس وقال الشعبي: تعايش الناس زمانًا بالدين والتقوى، ثم رفع ذلك فتعايشوا بالحياء والتذمم، ثم رفع ذلك فما يتعايش الناس إلا بالرغبة والرهبة، وأظنه سيجيء ما هو أشد من هذا. للنبي صلى الله عليه وسلم في العقل حدّثني إسحاق بن إبراهيم الشهيدي، قال: حدّثنا الحارث بن النعمان، قال: حدّثنا خليد ابن دعلج عن معاوية بن قرة يرفعه، قال: إن الناس يعملون الخير وإنما يعطون أجورهم يوم القيامة على قدر عقولهم. ولمطرف في المعنى نفسه مهدي بن غيلان بن جرير قال: سمعت مطرفا يقول: عقول الناس على قدر زمانهم. حكمة داود في ما ينبني للعاقل حدّثني عبد الرحمن عن عبد المنعم عن أبيه وهب بن منبه قال: وجدت في حكمة داود: ينبغي للعاقل أن لا يشغل نفسه عن أربع ساعاتٍ: ساعةٍ يناجي فيها ربه، وساعةٍ يحاسب فيها نفسه، وساعةٍ يخلو فيها هو وإخوانه والذين ينصحون له في دينه ويصدقونه عن عيوبه، وساعةٍ يخلي بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويحمد فإن هذه الساعة عون لهذه الساعات وفضل بلغةٍ واستجمامٌ للقلوب. وينبغي للعاقل أن لا يرى إلا في إحدى ثلاث خصا لٍ: تزودٍ لمعادٍ، أو مرمةٍ لمعاشٍ، أو لذةٍ، في غير محرم. وينبغي للعقل أن يكون عارفًا بزمانه، حافظًا للسانه، مقبلًا على شأنه عمرو بن العاص يصف العاقل قال: حدّثني أبو حاتم عن الأصمعي قال: حدّثنا هلال بن حق قال: قال عمرو بن العاص: ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر ولكنه الذي يعرف خير الشرين، والشر الواصل الذي يصل من يصله ولكنه الذي يصل من قطعه. ولزياد في هذا المعنى وقال زياد: ليس العاقل الذي يحتال للأمر إذا وقع ولكنه الذي يحتال للأمر ألا يقع فيه. بين معاوية وعمرو بن العاص قال معاوية لعمرو: ما بلغ من دهائك يا عمرو؟ قال عمرو: لم أدخل في أمرٍ قط فكرهته إلا خرجت منه. قال معاوية: لكني لم أدخل في أمرٍ قط فأردت الخروج منه. من كتاب الهند وقرأت في كتابٍ للهند: الناس حازمان وعاجزٌ، فأحد الحازمين الذي إذا نزل به البلاء لم ينظر به وتلقاه بحيلته ورأيه حتى يخرج منه، وأحزم منه العارف بالأمر إذا أقبل فيدفعه قبل وقوعه، والعاجز في ترددٍ وتثنٍ حائرٌ بائرٌ لا يأتمر رشدًا ولا يطيع مرشدًا. لأعرابي وقال أعرابيٌ: لو صور العقل لأظلمت معه الشمس، ولو صور الحمق لأضاء معه الليل. لبعض الحكماء في فضل العقل ما عبد الله بشيءٍ أحب إليه من العقل وما عصي اللّه بشيٍ أحب إليه من الستر. أبو روقٍ عن الضحاك في قول اللّه عز وجل: {لينذر من كان حيًا} قال: من كان عاقلًا. للمغير بن شعبة في عمر بن الخطاب ذكر المغيرة بن شعبة عمر بن الخطاب فقال: كان أفضل من أن يخدع وأعقل من أن يخدع. لإياس في مثله حدّثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد عن قريش بن أنس عن حبيب ابن الشهيد قال: قال إياس: لست بخب والخب لا يخدعني ولا يخدع ابن سيرين ويخدع أبي ويخدع الحسن. قال غيره: وكان كثيرًا ما ينشد: أبى لي البلاء وإني امرؤ *** إذا ما تثبت لـم أرتـب من كتاب كليلة ودمنة في قيمة العقل وفي كتاب كليلة ودمنة: الأدب يذهب عن العاقل السكر ويزيد الأحمق سكرًا، كما أن النهار يزيد كل ذي بصرٍ بصرًا ويزيد الخفافيش سوء بصرٍ. وفيه: ذو العقل لا تبطره المنزلة والعز كالجبل لا يتزعزع وإن اشتدت عليه الريح، والسخيف يبطره أدنى منزلةٍ كالحشيش يحركه أضعف ريحٍ. شعر لتأبط شرًا في هذا المعنى وقال تأبط شرا في هذا المعنى: ولست بمفراحٍ إذا الدهر سـرنـي *** ولا جازع من صرفه المتقـلـب ولا أتمنى الشر والشـر تـاركـي *** ولكن متى أحمل على الشر أركب أيضًا من كتاب كليلة ودمنة. وفي كتاب كليلة: رأس العقل التمييز بين الكائن والممتنع، وحسن العزاء عما لا يستطاع. وفيه: العاقل يقل الكلام ويبالغ في العمل ويعترف بزلة عقله ويستقليها كالرجل يعثر بالأرض وبها ينتعش. ويقال: كل شيءٍ محتاج إلى العقل، والعقل محتاج إلى التجارب. ليحيى بن خالد قال يحيى بن خالد: ثلاثة أشياء تدل على عقول الرجال: الكتاب، والرسول، والهدية. وكان يقال: دل على عقل الرجل اختياره، وما تم دين أحدٍ حتى يتم عقله، وأفضل الجهاد جهاد الهوى. لأنوشروان سئل أنوشروان: ما الذي لا تعلم له، وما الذي لا تغير له، وما الذي لا مدفع له، وما الذي لا حيلة له؟ فقال: تعلم العقل، وتغير العنصر، ودفع القدر، وحيلة الموت. وكان يقال: كتابك عقلك تضع عليه خاتمك. وقالوا: كتاب الرجل موضع عقله، ورسوله موضع رأيه. كان الحسن إذا أخبر عن رجلٍ بصلاح قال: كيف عقله. حديث بين جبريل وآدم عليهما السلام وفي الحديث"أن جبريل عليه السلام أتى آدم عليه السلام فقال له: إني أتيتك بثلاثٍ فاختر واحدةً. قال: وما هي يا جبريل؟ قال: العقل والحياء والدين. قال. قد اخترت العقل. فخرج جبريل إلى الحياء والدين فقال: ارجعا فقد اختار العقل عليكما. فقالا: أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان. كان يقال: العقل يظهر بالمعاملة وشيم الرجال تظهر بالولاية. ويقال: العاقل يقي ما له بسلطانه، ونفسه بماله، ودينه بنفسه. للحسن البصري قال الحسن: لو كان للناس جميعًا عقول لخربت الدنيا. خير رجل فأبى أن يختار وقال: أنا بحظي أوثق مني بعقلي فأقرعوا بيننا ص ص325 بين الأحنف ورجل شتمه فسكت عنه حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ عن عبد اللّه بن دينار عن عبد اللّه بن بكر المزني قال: جاء رجل فشتم الأحنف فسكت عنه، وأعاد فسكت، فقال: والهفاه؛ ما يمنعه من أن يرد عليّ إلا هواني عليه. عبد الله بن صالح الحارثي وآخر تغلبي حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: أخبرنا عبد الله بن صالح من آل حارثة بن لأمٍ، قال: نزلت برجلٍ من بني تغلب فأتاني بقرًى فانفلت مني فقال: والتغلبي إذا تنحنح للقرى *** حك آسته وتمثل الأمثالا فانقبضت فقال: كل أيها الرجل فإنما قلت كلمةً مقولة. للشعبي حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ، قال: أسمع رجلٌ الشعبي كلامًا فقال له الشعبي: إن كنت صادقًا فغفر الله لي وإن كنت كاذبا فغفر اللّه لك. ومر بقوم ينتقصونه فقال: هنيئًا مريئًا غير داءٍ مخـامـرٍ *** لعزة من أعراضنا ما استحلت لأي معاوية الأسود واستطال رجلٌ على أبي معاوية الأسود فقال: أستغفر اللّه من الذنب الذي سلطت به عليّ. ولمعاوية بن أبي سفيان قال معاوية: إني لأرفع نفسي أن يكون ذنبٌ أوزن من حلمي. معاوية وأبي جهم وشعر لأبي جهم فيه وقال معاوية لأبي جهم العدوي: أنا أكبر أم أنت يا أبا جهم؟ قال: لقد أكلت في عرس أمك هندٍ. قال: عند أي أزواجها؟ قال: عند حفص بن المغيرة. قال: يا أبا جهم، إياك والسلطان فإنه يغضب غضب الصبي ويعاقب عقوبة الأسد، وإن قليله يغلب كثير الناس. وأبو الجهم هذا هو القائل في معاوية: نميل على جوانبه كأنـا *** إذا ملنا نميل على أبينا نقلبه لنخبر حـالـتـيه *** فنخبر منهما كرمًا ولينا سمع الأحنف رجلًا ينازع رجلًا في أمرٍ فقال له الأحنف: حسبك إلا ضعيفًا فيما تحاول. فقال الرجل: ما على ظنك خرجت من عند أهلي. فقال الأحنف: لأمرٍ ما قيل: احذروا الجواب. بين عمرو بن العاص ورجل سأله عن أمه جعل رجلٌ جعلًا لرجل على أن يقوم إلى عمرو بن العاص يسأله عن أمه، فقام إليه وهو يخطب على منبر تنيس، فقال له: أيها الرجل أخبرنا من أمك؟ فقال: كانت امرأ ةً من عنزة أصيبت بأطراف الرماح فوقعت في سهم الفاكه بن المغيرة فاشتراها أبي فوقع عليهم، انطلق وخذ ما جعل لك على هذا. قال الشاعر قل ما بدا لك من زورٍ ومن كذبٍ *** حلمي أصم وأذني غير صمـاء بين معاوية وابنه يزيد نظر معاوية إلى ابنه يزيد وهو يضرب غلامًا له، فقال له: أتفسد أدبك بأدبه؟ فلم ير ضاربًا غلامًا له بعد ذلك. ليحيى بن خالد قيل ليحيى بن خالد: إنك لا تؤدب غلمانك ولا تضربهم. قال: هم أمناؤنا على أنفسنا فإذا نحن أخفناهم فكيف نأمنهم. وكان يقال: الحليم مطية الجهول أعرابي يصف رجلًا وذكر أعرابي رجلًا فقال: كان أحلم من فرخ طائر. وفي الإنجيل: كونوا حلماء كالحيات وبلهاء كالحمام. لبعض الشعراء قال بعض الشعراء: إني لأعرض عن أشياء أسمعها *** حتى يقول رجال إن بي حمقا أخشى جواب سفيهٍ لا حياء له *** فسلٍ، وظن أنا سٍ أنه صدقـا للأحنف في الحلم قال الأحنف: من لم يصبر على كلمةٍ سمع كلما تٍ ورب غيظٍ قد تجرعته مخافة ما هو أشد منه. قال أكثم بن صيفي: العز والغلبة للحلم. لعليّ عليه السلام وقال عليّ بن أبي طالب عليه السلام: أول عوض الحليم من حلمه أن الناس أنصاره على الجهول. وللمنصور وقال المنصور: عقوبة الحلماء التعريض، وعقوبة السفهاء التصريح. قال: حدّثني سهيل قال: حدّثنا الأصمعيّ قال: بلغني أن رجلًا قال لآخر: والله لئن قلت واحدةً لتسمعن عشرًا، فقال له الآخر: لكنك إن قلت عشرًا لم تسمع واحدةً. بين عمر بن ذر ورجل شتمه وبلغني أن رجلًا شتم عمر بن ذر فقال له: يا هذا لا تغرق في شتمنا ودع للصلح موضعًا، فإني أمت مشاتمة الرجال صغيرًا ولن أحييها كبيرًا، وإني لا أكافئ من عصى اللّه في بأكثر من أن أطيع الله فيه. لبعض المحدّثين وقال بعض المحدّثين: وإن الله ذو حلـم ولـكـن *** بقدر الحلم ينتقم الـحـلـيم لقد ولت بدولتك الـلـيالـي *** وأنت معلق فـيهـا ذمـيم وزلت لم يعش فيهـا كـريم *** ولا استغنى بثروتها عـديم فبعدًا لا انقضاء له وسحقـًا *** فغير مصابك الحدّث العظيم المدائني قال: كان شبيب بن شيبة يقول: من سمع كلمة يكرهها فسكت عنهم انقطع عنه ما يكره، فإن أجاب عنهم سمع أكثر مما يكره. وكان يتمثل بهذا البيت: وتجزع نفس المرء من وقع شتمةٍ *** ويشتئم ألفًا بعدها ثـم يصـبـر للأحنف قاتل الأحنف في بعض المواطن قتالًا شديدًا، فقال له رجل: يا أبا بحر، أين الحلم؟ قال: عند الحبى. شعر لمسلم بن الوليد وقال مسلم بن الوليد: حبًى لا يطير الجهل في جنباتها *** إذا هي حلت لم يفت حلهم ذحل الأحنف وزيد بن جبلة أغضب زيد بن جبلة الأحنف، فوثب إليه فأخذ بعمامته وتناصبا، فقيل للأحنف: أين الحلم اليوم؛ فقال: لو كان مثلي أو دوني لم أفعل هذا به. كان يقال: آفة الحلم الضعف. للجعدي وغيره في هذا المعنى وقال الجعدي: ولا خير في حلم إذا لم تكن له *** بوادر تحمي صفوه أن يكدرا وقال إياس بن قتادة: تعاقب أيدينا ويحلم رأينا *** ونشتم بالأفعال لا بالتكلم وأنشد الرياشي: إني امرؤ يذب عن حريمي *** حلمي وتركي اللوم للـئيم والعلم أحمى من يد الظلوم للأحنف بن قيس وقال الأحنف: أصبت الحلم أنصر لي من الرجال. حلم المتشمس بن معاوية قال أبو اليقظان: كان المتشمس بن معاوية عم الأحنف يفضل في حلمه على الأحنف قبل، فأمره أبو موسى أن يقسم خيلًا في بني تميم فقسمها، فقال رجل من بني سعد: ما منعك أن تعطيني فرسًا؟ ووثب عليه فمرش وجهه، فقام إليه قوم ليأخذوه، فقال. دعوني وإياه، إني لا أعان على واحد، ثم انطلق به إلى أبي موسى، فلما رآه أبو موسى سأله عما بوجهه فقال: دع هذا ولكن ابن عمي ساخط فاحمله على فرسٍ ففعل للأحنف في قيس بن عاصم المنقري قيل للأحنف: ما أحلمك؛ قال: تعلمت الحلم من قيس بن عاصم المنقري، بينا هو قاعد بفنائه محتبٍ بكسائه، أتته جماعةٌ فيهم مقتولٌ ومكتوفٌ وقيل له: هذا ابنك قتله ابن أخيك. فوالله ما حل حبوته حتى فرغ من كلامه، ثم التفت إلى ابن له في المجلس، فقال له: قم فأطلق عن ابن عمك ووار أخاك واحمل إلى أمه مائةً من الإبل فإنها غريبة، ثم أنشأ يقول: إني أمرؤٌ لا شائن حسـبـي *** دنـس يغـيره ولا أفــن من منقرٍ في بيت مكـرمة *** والغصن ينبت حوله الغصن خطباء حين يقول قائلـهـم *** بيض الوجوه، أعفة لسـن لا يفطنون لعيب جـارهـم *** وهم لحفظ جواره فـطـن ثم أقبل على القاتل فقال: قتلت قرابتك، وقطعت رحمك، وأقللت عددك، لا يبعد اللّه غيرك. شعر عبد ة بن الطيب يمدح قيس بن عاصم وفي قيس بن عاصم يقول عبد ة بن الطبيب، إسلامي: عليك سلام الله قيس بن عاصمٍ *** ورحمته ما شاء أن يترحمـا تحية من ألبسته منك نـعـمةً *** إذا زارعن شحطٍ بلادك سلما وما كان قيس هلكه هلك واحدٍ *** ولكنه بنيان قـومٍ تـهـدمـا الأحنف يمدح قيسًا وقال الأحنف: لقد اختلفنا إلى قيس بن عاصم في الحلم كما نختلف إلى الفقهاء في الفقه بين الأحنف ورجل شتمه شتم رجلٌ الأحنف يتبعه حتى بلغ حيه، فقال الأحنف: يا هذا إن كان بقي في نفسك شيء فهاته وانصرف لا يسمعك بعض سفهائنا فتلقى ما تكره. مثله بين الحسن ورجل شتم رجلٌ الحسن وأربى عليه، فقال له: أما أنت فما أبقيت شيئًا، وما يعلم اللّه أكثر. قال بعض الشعراء: لن يدرك المجد أقوامٌ وإن كرمواحتى يذلوا وإن عزوا لأقوام ويشتموا فترى الألوان مشرقةً *** لا صـفـح ذل ولــكـــن صـــفـــح أحـــلام للأصمعي قال: حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: لا يكاد يجتمع عشرةً إلا وفيهم مقاتل وأكثر، ويجتمع ألف ليس فيهم حليمٌ. بين عليّ بن عبد الله وعروة بن الزبير ابن عيينة قال: كان عروة بن الزبير إذا أسرع إليه رجل بشتمٍ أو قولٍ سيءٍ لم يجبه وقال: إني أتركك رفعًا لنفسي عنك. فجرى بينه وبين عليّ بن عبد الله كلامٌ، فأسرع إليه، فقال له عليّ: خفض عليك أيها الرجل فإني أتركك اليوم لما كنت تترك له الناس. للأصمعي عن رجل خاصم رجلًا قال: حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: قال رجل: لمثل هذا اليوم كنت أدع الفحش على الرجال فقال له خصمه: فإني أدع الفحش عليك اليوم لما تركته أنت له قبل اليوم. لسيد وقد أغاظه عبد له وأغلظ عبدٌ لسيده، فقال: إني أصبر لهذا الغلام على ما ترون لأروض نفسي بذلك، فإذا صبرت للمملوك على المكروه كانت لغير المملوك أصبر. بين عمر بن عبد العزيز وعقيل بن علفة كلم عمر بن عبد العزيز رجلًا من بني أمية وقد ولدته نساء بني مرة فعاب عليه جفاءً رآه منه، فقال: قبح الله شبهًا غلب عليك من بني مرة. وبلغ ذلك عقيل بن علفة المري وهو بجنفاء من المدينة على أميال في بلد بني مرة، فركب حتى قدم على عمر وهو بدير سمعان، فقال: هيه يا أمير المؤمنين؛ بلغني أنك غضبت على فتى من بني أبيك، فقلت: قبح الله شبهًا غلب عليك من بني مرة، وإني أقول: قبح الله ألأم طرفيه. فقال عمر: دع ويحك هذا وهات حاجتك. فقال. والله ما لي حاجة غير حاجته. وولى راجعًا من حيث جاء، فقال عمر: يا سبحان الله؛ من رأى مثل هذا الشيخ؟ جاء من جنفاء ليس إلآ يشتمنا ثم انصرف؛ فقال له رجل من بني مرة. إنه واللّه يا أمير المؤمنين ما شتمك وما شتم إلا نفسه، نحن واللّه ألأم طرفيه. بين أمية بن عبد الله المدائني قال: لما عزل الحجاج أمية بن عبد الله عن خراسان أمر رجلًا من بني تميم فعابه بخراسان وشنع عليه، فلما قفل لقيه التميمي فقال: أصلح الله الأمير لا تلمني فإني كنت مأمورًا. فقال: إن لنفسك عندك قدرا! كان يقال: طيروا دماء الشباب في وجوههم. ويقال: الغضب غول الحلم. ويقال: القدرة تذهب الحفيظة. كتاب كسرى ابرويز يوصي ابنه شيرويه وكتب كسرى أبرويز إلى ابنه شيرويه من الحبس. إن كلمة منك تسفك دمًا، وإن كلمة أخرى منك تحقن دمًا، وإن سخطك سيوفك مسلولةً على من سخطت عليه، وإن رضاك بركة مستفيضة على من رضيت عنه، وإن نفاذ أمرك مع ظهور كلامك، فاحترس في غضبك من قولك أن يخطئ، ومن لونك أن يتغير ومن جسدك أن يخف، وإن الملوك تعاقب قدرةً وحزما، وتعفو تفضلا وحلما، ولا ينبغي للقادر أن يستخف ولا للحليم أن يزهو، وإذا رضيت فأبلغ بمن رضيت عنه يحرص من سواه على رضاك، وإذا سخطت فضع من سخطت عليه يهرب من سواه من سخطك، وإذا عاقبت فانهك لئلا يتعرض لعقوبتك، واعلم أنك تجل عن الغضب وأن غضبك يصغر عن ملكك، فقدر لسخطك من العقاب كما تقدر لرضاك من الثواب. شعر لمحمد بن وهيب قال محمد بن وهيب: لئن كنت محتاجًا إلى الحلـم إنـنـي *** إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج ولى فرس للحلم بالحلـم مـلـجـم *** ولي فرس للجهل بالجهل مسـرج ؟فمن رام تقويمي فإني مقوم=ومن رام تعويجي فإني معوج وما كنت أرضى الجهل خدنا وصاحبا *** ولكنني أرضى بـه حـين أحـرج ألا ربما ضاق الفضـاء بـأهـلـه *** وأمكن من بين الأسـنة مـخـرج وإن قال بعض الناس فيه سـمـاجة *** فقد صدقوا، والذل بالحر أسـمـج لابن المقفع فيما لا ينبغي للملك وقال ابن المقفع: لا ينبغي للملك أن يغضب لأن القدرة من وراء حاجته، ولا يكذب لأنه لا يقدر أحد على استكراهه على غير ما يريد، ولا يبخل لأنه لا يخاف الفقر، ولا يحقد لأن خطره قد جل عن المجازاة. قال سويد بن الصامت: إني إذا ما الأمر بـين شـكـه *** وبدت بصائره لمـن يتـأمـل أدع التي هي أرفق الحالات بي *** عند الحفيظة للتي هي أجمـل بين عمر بن عبد العزيز ورجل كان واجدًا عليه أتى عمر بن عبد العزيز رجل كان واجدًا عليه، فقال: لولا أني غضبان لعاقبتك. وكان إذا أراد أن يعاقب رجلًا حبسه ثلاثة أيام، فإذا أراد بعد ذلك أن يعاقبه عاقبه، كراهة أن يعجل عليه في أول غضبه. وأسمعه رجل كلامًا فقال له. أردت أن يتسفزني الشيطان يعز السلطان فأنال منك اليوم ما تناله مني غدًا، انصرف رحمك الله. للقمان في ثلاث يكمل بها الإيمان قال لقمان لحكيم: ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان: من إذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له. وقال لابنه: إن أردت أن تؤاخي رجلًا فأغضبه، فإن أنصفك في غضبه وإلا فدعه. لمعاوية في إطفاء الغضب خطب معاوية يومًا فقال له رجل: كذبت. فنزل مغضبًا فدخل منزله، ثم خرج عليهم تقطر لحيته ماءً، فصعد المنبر فقال: أيها الناس إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان من النار، فإذا غضب أحدكم فليطفئه بالماء، ثم أخذ في الموضع الذي بلغه من خطبته. للنبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث المرفوع: "إذا غضب أحدكم فإن كان قائمًا فليقعد وإن كان قاعدًا فليضطجع وقال الشاعر: احذر مغايظ أقـوامٍ ذوي أنـفٍ *** إن المغيظ جهول السيف مجنون لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وقال عمر بن عبد العزيز: متى أشفي غيظي؟ أحين أقدر فيقال لي: لو عفوت، أو حين أعجز فيقال لي: لو صبرت؟ والعرب تقول: "إن الرثيئة مما يفثأ الغضب والرثيئة اللبن الحامض يصب عليه الحليب، وهو أطيب اللبن. بين المنصور وابن عياش كان المنصور ولى سلم بن قتيبة البصرة ولى مولى له كور البصرة والأبلة، فورد كتاب مولاه أن سلما ضربه بالسياط، فاستشاط المنصور وقال: عليّ تجرأ سلم؛ لأجعلنه نكالًا. فقال ابن عباس - وكان جريئًا عليه -: يا أمير المؤمنين، إن سلمًا لم يضرب مولاك بقوته ولا قوة أبيه، ولكنك قلدته سيفك وأصعدته منبرك، فأراد مولاك أن يطأطىء منه ما رفعت ويفسد ما صنعت، فلم يحتمل ذلك، يا أمير المؤمنين إن غضب العربي في رأسه فإذا غضب لم يهدأ حتى يخرجه بلسان أو يد، وإن غضب النبطي في آسته فإذا غضب وخريء ذهب غضبه. فضحك أبو جعفر وقال: فعل اللّه بك يا منتوف وفعل. فكف عن سلمٍ كان يقال: إياك وعزة الغضب فإنها مصيرتك إلى ذل الاعتذار. لبعض الشعراء قال بعض الشعراء: الناس بعدك قد خفت حلومهم *** كأنما نفخت فيها الأعاصير أبو بكر بن عياش عن الأعمش قال: كنت مع رجل فوقع في إبراهيم، فأتيت إبراهيم فأخبرته وقلت. والله لهممت به. فقال: لعل الذي غضبت له لو سمعه لم يقل شيئًا.
|